اسرائيل تهدد المغرب.. بالاركان

14:04 0 Comments

"قديسة سوس" أو "شجرة الحياة"... هكذا يلقب المغاربة وخصوصا سكان الجنوب شجرة الاركان المتعددة المنفعة التي ترفض ان تنبت جذورها الا في تربة المغرب وعلى أرضه وبالاخص في جنوبه لجهة سوس ماسة، وهذا ما ميزها لتصبح منتجاتها من الزيوت النادرة والمطلوبة عالميا.
منذ عقود، كان المغرب المصدر الاول والوحيد لهذه الزيوت مع يقين وثقة باستحالة المنافسة، وقد اكتسح الاسواق العالمية وأثبت تفرده في زرع الاركان وتصدير زيته. وفي الوقت الذي تعددت فيه المؤتمرات عن الاركان والدراسات التي تثبت جودة الزيت الناتج منه وأهميته وفوائده، تلقى المغرب صفعة غير متوقعة من اسرائيل: فكيف نفخت الروح  بـ"شجرة الحياة" بعيدا عن موطنها الام؟ 
بوابة "المغارب" الالكترونية تكشف سر هذه القضية وملابساتها التي أربكت المغرب في المجال الزراعي.
الاركان لمحاربة الشيخوخة
يحتوي زيت الأركان على نسبة كبيرة من الفيتامين "د"، الذي يساعد في تجنب تلف البشرة وعلى مادة الصابونين التي تعمل على تنعيمها. ويساعد هذا الزيت أيضا في مكافحة آثار الشيخوخة المبكرة كالخطوط الدقيقة والتجاعيد، وفقا لطبيبة الجلد فيكتوري دوفيكو.
وتضيف الاختصاصية أن "زيت الأركان غني ببعض المركبات النشطة التي تساعد على سرعة شفاء الندوب بالإضافة إلى كونه يحمي البشرة من أشعة الشمس. إلى جانب ذلك، يتمتع ايضا بخواص مضادة للالتهابات". وتشير إلى أن هذا الزيت غني بالأوميغا 3 والأوميغا 6 والدهون غير المشبعة والأحماض الأمينية.
اما من الناحية الغذائية، فقد أثبتت الدراسات أنه يساعد في منع امتصاص الكوليسترول داخل الأمعاء، ويسهّل عملية الهضم.
اسرائيل تخطف اللقمة من فم الاسد
على مدار عقود، ظل المغرب المنتج الاول والوحيد لزيت الاركان، حتى باتت غابات الاركان ثروة مغربية حقيقية واحدى ركائز اقتصاده. وتمتد هذه الثروة على 827 ألف هكتار من الغابات معيلة 3 ملايين نسمة تتمركز في العالم القروي في مناطق الجنوب الغربي للمملكة المغربية. وفي هذا الاطار، تقول فاطمة ادوسملال رئيسة تعاونية أركان: "الاركان مصدر حياتنا وارتباطنا بالارض والهوية الامازيغية. قد لا نستفيد ماليا بقدر المنتجين والمصنعين الذين يستفيدون اكثر منا بأشواط. ولكن بسبب الاركان خرجت المرأة في القرى من روتين البيت الى سوق العمل وأثبتت جدارتها وهي اليوم تعيل اسرتها تماما كما الرجل".
صورة جميلة توّجت بحصول المغرب على شهادة الجودة والاصل للأركان، لكن اسرائيل كان لها رأي اخر في هذا الشأن فاعلنت ذات يوم انها طورت أركانا مستنسخا عن المغرب بنفس القيمة الغذائية والصحية والتجميلية. فاسرائيل، وعلى مدى 27 سنة، خصصت اعتمادات مالية كبيرة في مجال البحث العلمي والزراعي وبالاخص المتعلق  بالاركان، بحيث تمكنت شركة اسرائيلية تسمى "سيفان" من تطوير صنف معدل من الاركان أطلقت عليه اسم "أركان 100"، اذ يمكن لهذا الصنف المعدل ان ينتج عشر مرات من البذور أكثر من التي تنتجها شجرة الاركان المغربية. وعلاوة على ذلك، المناخ المتوسطي هناك هيأ ظروفا مؤاتية لزراعة الاركان.
هذا "الإنجاز" الإسرائيلي جاء بعد فشل تجارب عدة لزراعة هذه الشجرة في عديد من البلدان كالمكسيك وأميركا وإسرائيل نفسها، حيث تمكنت المزارعة أورلي شارير من زراعة الشجرة في أرض في صحراء النقب جنوب الاراضي الفلسطينية. وبدأت هذه الصحراء تتحول الى منطقة زراعية بعد ضم وادي غزة لها. لم تستسلم اسرائيل وصنعت المعجزة في تحد تام للطبيعة، وبدأت تكتب سيناريو قصة نجاحها في المجال الزراعي بدءا من استيراد نواة الاركان من المغرب، الذي لا تزال قصة خروجه من المغرب مبهمة ما عدا بعض الاقاويل التي تؤكد ان للمسؤولين في الدولة دور في ذلك، وتغليفها على اساس انها اسرائيلية 100% في ظل صمت السلطات المغربية وعدم اكثراتها للموضوع.
 في هذه الاثناء كان الخبراء والمتخصصون الزراعيون في اسرائيل يعملون على استنساخ الاركان انطلاقا من نواته الاصلية الآتية من المغرب وتحضير ظروف ملائمة لها، لتعلن اسرائيل بعد ذلك انها فكت شيفرة الاركان واصبحت منافسة للمغرب في هذا المجال.
وشرح علي مومني المتخصص في الهندسة الزراعية للأشجار المثمرة في المعهد الوطني للبحث الزراعي بمدينة مكناس لـ"المغارب": "البذور الاصلية أخدت من المغرب علما انها تزرع وتنتظر نحو 8 سنوات لكي تصبح شتلة صغيرة، وبعدها يتم اختيار الشتائل الجيدة ليتم استنساخها، اذ يمكن ايجاد ألف شجرة من أصل شجرة واحدة. للاسف، المغرب فشل في مضاعفة الشتول واستنساخها كما فعلت اسرائيل بل ترك الامر للطبيعة، وهذا ما عزز المنافسة. ومع هذا، يبقى الاصل للمغرب والجودة في المغرب، ولكن على المغرب ان يأخد الحيطة اكثر"
خولة اجعيفري - المغرب

Unknown

Valorisation des Produits de terroir marocain.

0 commentaires: